
التعامل مع المخاطر: الأخطاء الشائعة التي يرتكبها العاملون عن بُعد وكيفية تجنبها
يشارك
لا شك أن جاذبية العمل من المنزل لا تُضاهى: سهولة التنقل، ومرونة ساعات العمل، وراحة مساحتك الخاصة. ومع ذلك، فبدون انضباط وتنظيم مناسبين، قد يتحول هذا الحلم سريعًا إلى استنزاف للإنتاجية ومصدر للتوتر. إن الانتقال من مكتب تقليدي في أحياء الأعمال الصاخبة بروما ، على سبيل المثال، إلى ركن هادئ من شقتك، يحمل معه تحدياته الخاصة. إن فهم الأخطاء الشائعة وتجنبها بفعالية أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح والرفاهية على المدى الطويل في بيئة العمل عن بُعد.
فيما يلي الأخطاء الأكثر شيوعًا التي يرتكبها العاملون عن بُعد، مع أرقام ودراسات وأمثلة عملية لإرشادك نحو تجربة عمل من المنزل أكثر فعالية وصحة.
1. إهمال بيئة العمل والمعدات المناسبة
ربما يكون هذا الخطأ الأكثر شيوعًا وضررًا. يبدأ الكثيرون العمل عن بُعد باستخدام إعدادات مؤقتة مريحة لفترات قصيرة، لكنها ضارة على المدى الطويل.
- الخطأ: العمل من الأريكة أو طاولة المطبخ أو حتى السرير لفترات طويلة، أو استخدام الكمبيوتر المحمول بدون شاشة خارجية ولوحة مفاتيح وماوس.
- التكلفة: أظهرت دراسة أجرتها يوروفاوند عام ٢٠٢٢ أن أكثر من ٣٠٪ من العاملين عن بُعد يعانون من الصداع وإجهاد العين وآلام الظهر ، وهي نسبة أعلى بكثير من نظرائهم العاملين في المكاتب. كما وجدت دراسة منفصلة نُشرت في المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة أن استخدام الكمبيوتر المحمول فقط يزيد من خطر الإصابة بانزعاج في الرقبة وأعلى الظهر وأسفل الظهر بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات .
- على سبيل المثال: تخيل أنك تعمل على جهاز كمبيوتر محمول على طاولة الطعام في تراستيفيري ، وتظل منحنيًا باستمرار، مما يؤدي إلى آلام مزمنة في الرقبة تتطلب في النهاية العلاج الطبيعي.
كيفية تجنب ذلك: استثمر في كرسي مريح، ومكتب مناسب (يفضل أن يكون قابلاً لتعديل الارتفاع)، وشاشة خارجية موضوعة على مستوى العين، ولوحة مفاتيح وفأرة مريحة.
2. عدم وضع حدود بين العمل والحياة
عندما يكون مكتبك هو منزلك، فإن الخطوط الفاصلة بين الحياة المهنية والشخصية يمكن أن تتداخل بسهولة، مما يؤدي إلى الإرهاق.
- الخطأ: العمل لساعات طويلة للغاية، أو التحقق من رسائل البريد الإلكتروني حتى وقت متأخر من المساء، أو ترك العمل يتداخل مع وقت الأسرة لأن "المكتب" موجود دائمًا.
- التكلفة: وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة Buffer أن 43% من العاملين عن بُعد يجدون صعوبة في الانقطاع عن العمل بعد العمل ، مما يساهم في زيادة معدلات التوتر والإرهاق. هذا التواجد الدائم قد يؤثر سلبًا على وقتهم الشخصي وصحتهم النفسية.
- على سبيل المثال: الرد باستمرار على رسائل البريد الإلكتروني في الساعة التاسعة مساءً أثناء تناول العشاء مع العائلة، مما يجعل من المستحيل الاسترخاء حقًا بعد يوم العمل.
كيفية تجنب ذلك: حدد مواعيد واضحة لبدء ونهاية يوم عملك. خصص وقتًا للتوقف عن العمل - أغلق حاسوبك المحمول، أو رتّب مكتبك، أو حتى ابتعد عن مساحة عملك المخصصة للإعلان عن انتهاء العمل.
3. التوفير في مساحة العمل المخصصة والتنظيم، والمكتب المزدحم، والعقل المزدحم
إن مساحة العمل الفوضوية أو غير المحددة هي أرض خصبة للتشتت وتقليل التركيز.
- الخطأ: السماح لمواد العمل بالتسرب إلى أماكن المعيشة، أو العمل وسط الفوضى، أو عدم وجود منطقة محددة للعمل فقط.
- التكلفة: وجدت دراسة أجراها معهد علوم الأعصاب بجامعة برينستون أن الفوضى المادية في بيئتك تستحوذ على انتباهك، مما يؤدي إلى انخفاض الأداء وزيادة التوتر . كما أن مساحة العمل الفوضوية قد تُصعّب عليك العثور على الأشياء، مما يُهدر وقتًا ثمينًا.
- مثال: طاولة غرفة المعيشة الخاصة بك، المليئة بوثائق العمل وأكواب القهوة والأغراض الشخصية، مما يجعل من الصعب العثور على مكان واضح للتركيز أو الاسترخاء بعد العمل.
كيفية تجنب ذلك: خصص مكانًا محددًا للعمل، حتى لو كان مجرد زاوية. حافظ على تنظيمه باستخدام منظمات المكتب، وحلول إدارة الكابلات، وأنظمة التخزين المناسبة.
4. إهمال التفاعل والتواصل الاجتماعي
رغم أن العمل عن بعد يوفر المرونة، إلا أنه قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة إذا لم تتم إدارته بشكل استباقي.
- الخطأ: تخطي اجتماعات الفريق الافتراضية، أو التواصل مع الزملاء نادرًا، أو عزل نفسك عن الشبكات المهنية.
- التكلفة: وفقًا لاستطلاع أجرته شركة ترافيل بيرك، يعاني 25% من الموظفين عن بُعد بالكامل من الشعور بالوحدة في العمل ، مقارنةً بـ 16% فقط من الموظفين العاملين في الموقع بالكامل. وهذا قد يؤثر سلبًا على الصحة النفسية وتماسك الفريق.
- مثال: الشعور بالانفصال عن مناقشات الفريق وثقافة الشركة لأنك تشارك فقط عند الضرورة، مما يؤدي إلى فقدان الاتصالات غير الرسمية.
كيفية تجنب ذلك: المشاركة بنشاط في أحداث الفريق الافتراضية، وجدول مكالمات الفيديو غير الرسمية مع الزملاء، والاستفادة من المجتمعات المهنية عبر الإنترنت.
5. نسيان فترات الراحة والحركة المنتظمة
إن عدم وجود وسيلة مواصلات أو المشي بين الاجتماعات قد يؤدي إلى سلوك خامل مفرط.
- الخطأ: الجلوس لساعات طويلة دون الوقوف أو التمدد أو الابتعاد عن المكتب.
- التكلفة: يرتبط الجلوس لفترات طويلة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة. توصي منظمة الصحة العالمية بممارسة نشاط متوسط الشدة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا ، وهو ما قد يُغفل بسهولة في بيئة العمل عن بُعد التي تتطلب الجلوس لفترات طويلة.
- على سبيل المثال: قضاء أكثر من 8 ساعات ملتصقًا بشاشتك دون الوقوف، مما يؤدي إلى التصلب والتعب وانخفاض مستويات النشاط العام مقارنة بيوم المكتب التقليدي.
كيفية تجنب ذلك: خصص فترات راحة قصيرة كل ساعة للوقوف أو التمدد أو المشي. استخدم مكتبًا قابلًا لتعديل الارتفاع للتبديل بين الجلوس والوقوف طوال اليوم.
6. عادات التواصل السيئة
إن التواصل الفعال له أهمية أكبر في البيئة البعيدة، ولكن من السهل إغفاله.
- الخطأ: الاعتماد المفرط على البريد الإلكتروني في الأمور العاجلة، أو عدم توفير سياق كافٍ في الرسائل، أو الفشل في التواصل بشأن التوفر.
- التكلفة: سوء الفهم، والتأخير، وإحباط الزملاء. كشفت دراسة أجراها معهد إدارة المشاريع أن ضعف التواصل مسؤول عن ثلث حالات فشل المشاريع .
- مثال: إرسال بريد إلكتروني موجز وغامض حول مهمة بالغة الأهمية بدلاً من جدولة مكالمة فيديو سريعة، مما يؤدي إلى الارتباك وإعادة العمل.
كيفية تجنب ذلك: كن مبادرًا في التواصل. وضّح التوقعات، واستخدم قنوات مناسبة (مثل الدردشة للأسئلة السريعة، ومكالمات الفيديو للمناقشات)، وأكّد على توافرك وتقدمك.
من خلال إدراك هذه الأخطاء الشائعة وتطبيق الحلول بشكل استباقي، يمكن للعاملين عن بُعد تحويل مكاتبهم المنزلية إلى بيئة عمل فعّالة ومريحة ومستدامة. يتعلق الأمر بالتحكم في مساحة العمل وعادات العمل لضمان أن تؤدي مرونة العمل عن بُعد إلى حياة أفضل وأكثر إنتاجية.